الإعلام الأمني: خاص
عُرف الشهيد المساعد هلال الشهاري بين زملائه والمواطنين بتفانيه وانضباطه وشجاعته وأخلاقه العالية أثناء أداء واجبه الوطني في النقطة الأمنية التابعة لقوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب المتواجدة في مدخل مخيم الجفينة الذي يعد أكبر تجمع للنازحين الفارين والمهجرين قسراً من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على مستوى الجمهورية اليمنية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت محافظة مأرب منخفضاً جوياً مصحوباً برياح شديدة وأمطار غزيرة وعواصف رعدية قوية، كانوا النازحين هم المتضرر الأكبر من تبعاتها، ورغم الظروف الجوية القاسية جداً، إلا ان الشهيد الشهاري وجميع زملائه في الوحدات الأمنية بمحافظة مأرب كانوا على جاهزية عالية واستعداد تام للتعامل مع ظروف وتبعات المنخفض الجوي، وقاموا بواجبهم الوطني على أكمل وجه، في توفير الأمن والحماية، والقيام بالمهام الإنسانية التي تمثلت في مساعدة وإنقاذ الأسر النازحة واسعاف المتضررين من الرياح والأمطار.
كان يوم الخميس الماضي الموافق 22-8-2024 من أقسى الأيام في في حياة النازحين خلال فترة نزوحهم نتيجة لما خلفه المنخفض الجوي من أضرار ومعاناة ومآسي، كما كان اليوم الأخير للشهيد هلال الشهاري عندما أصيب بصاعقة شديدة اثناء قيامه بعمليات الإنقاذ دون أي تردد أو خوف على حياته، حيث كان كل همه منصب على انقاذ ومساعدة العوائل النازحة التي انهارت منازلها الطينية فوق رؤوس سكانها، وكذلك الذين تضررت مخيماتهم وكرفاناتهم الحديدية نتيجة للأمطار الغزيرة والرياح الشديدة بحسب ما أفاد زملائه المناوبين في النقطة الأمنية.
وأمام هذه المهام العظيمة التي يؤدونها منتسبي الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب، والتي تشهد عملية استهداف ممنهجة ومكثفة من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية عبر خلاياها النائمة وعناصرها المدسوسة، كان البطل الشهاري الذي ينتمي إلى محافظة عمران – مديرية شهارة، في مقدمة صفوف رجال الأمن الأبطال دائماً يلبي نداء الوطن، حيث تميز بهندامه العسكري وتعامله الراقي واخلاقه العالية التي عرف بها عند قياداته وزملائه والمواطنين والنازحين في مخيمات الجفينة العليا والسفلى.
وبحسب شهادة زملائه في نقطة الجفينة، والتي وثقها "الإعلام الأمني" بوزارة الداخلية، فإن الشهيد الشهاري كان نموذجاً وقدوة للجميع في قيافته العسكرية وشجاعته وبسالته، وكذلك الانضباط والكفاءة والتعامل الراقي مع المواطنين والنازحين، وكانت الابتسامة على وجهه بشكل دائم اثناء قيامه بالإجراءات الأمنية التي تضمن تأمين وحماية النازحين ومخيماتهم.
ويضف زملاؤه: "كان يتمتع بصفات الهدوء والعقلانية والتعامل الحكيم في جميع المواقف والأحداث، على الرغم من ضغوط العمل نتيجة للظروف التي تشهدها البلاد، ومساعي مليشيات الحوثي الإرهابية المستمرة لاستهداف أمن واستقرار مخيمات النازحين بمأرب عبر عناصرها وخلاياها النائمة الأمر الذي يتطلب بذل جهوداً مضاعفة ويقظة أمنية دائمة لتعزيز حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها مخيمات النازحين بمحافظة مأرب".
المجد كل المجد لشهداء الأمن الشجعان والعظماء الذين يقدموا أرواحهم فداءً للوطن في كافة الميادين ليعيش الجميع في أمن وأمان وطمأنينة وسلام، فهذه التضحيات لمنتسبي وزارة الداخلية ليست مجرد أفعال عابرة، بل هي بطولات خالدة ستسطر في أنصع صفحات التاريخ، لتذكرنا دائماً أن الأمن والأمان الذي ننعم به لم يأت من فراغ، بل كان ثمنه دماء طاهرة وأرواح شجاعة وشهداء خالدين، قدموا كل هذه التضحيات الجسيمة لأجل الوطن والمواطن