الأمن بين عام مضى وعام قادم
  • 09/12/2023
  • يا رجال الأمن الأحرار: ونحن في نهاية عام ميلادي كنتم فيه الآذان الواعية والعيون الساهرة، والأيادي القابضة على الزناد لحفظ الأمن ونشر النظام، وحماية المكتسبات، وحراسة القيم والمبادئ، وخدمة الوطن والمواطن، في عزيمة ماضية، وهمّة متوثبة، وقوة إخلاص، وصدق إحساس، واستشعار للمسؤولية.
    ولا بد -في نهاية هذا العام- من وقفة مع النفس نُقيّم فيها الأداء، ونتدارك النقص، ونعزز الإيجابيات، ونتلافى السلبيات، ليكون عطاؤنا أجود، وأداؤنا أمثل، وتعاملنا أحسن، وعلاقتنا بمواطنينا ومجتمعنا الحُرّ المناضل أمتن وأقوى، تسوده المودة، ويقويه الهدف المشترك، والتعاون المثمر لما فيه مصلحة الجميع، أمناً وسلاماً، ووحدة، ومحبّة، ووئاماً، لنكون في العام القادم أكثر انطلاقا، وأقوى تألقاً، وأوسع صدراً، وأعظم حذراً، وأجود عملاً، وأبلغ فعلاً.
     أيتها العيون الساهرة: لقد أمرنا الله تعالى بالتنافس على فعل الخير، وجعل هذا التنافس دلالة على النفوس التوّاقة إلى المعالي، والإبداع والتطوير، قال تعالى: ﴿وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطفّفين: 26]، والإبداع توفره الخبرة، وتثبته التجربة، ويرسخه التدريب المستمر، والتقويم الدائم، وتحفّزه المعرفة بالأجر الجزيل، والثواب الكثير، والأثر الكبير، لذا يقول الله تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: 2].
     لذا ونحن في هذه الفترة الزمنية التي يُسطّر فيها أبطال المقاومة الفلسطينية أنصع الملاحم، وأقوى البطولات على الصعيدين العسكري والأمني، أمام أعتى استعمار مجرم، ومحتل غاصب، يجب علينا أن نستلهم تلك التجربة، وكل تجربة ناجحة، وأن نعد البرامج التدريبية والدورات التوعوية، والمسابقات العملية التي تسهم في إيجاد الرغبة والقدرة، والعطاء الأكبر. 
    يا رجال الأمن البواسل: إن ما قدمتموه وتقدمونه من صور مشرقة في الصبر والتضحية واليقظة والاستعداد والجاهزية والثبات وحب الوطن، لهو أمر يستحق الثناء والإشادة، فأنتم أمل هذا الشعب بعد الله تعالى، فكونوا متيقظين متأهبين لكل طارئ، وتحت كل الظروف، فشدوا الهمم، وقووا العزائم، وسدوا الثغرات، وحافظوا على الأمن والسكينة.
    دمتم أوفياء بررة بوطنكم وشعبكم كما عهدناكم، وبارك الله في جهودكم
    والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

     


  •  

    مقتطفات